الأربعاء، 14 مايو 2014

الموارد البشرية وتنمية المؤسسات




إن إدارة الأفراد قد حظيت بأهمية كبيرة في المنظمات المعاصرة، نظرًا للدور الذي تقوم به في توجيه وقيادة العاملين بالمنظمات.
ولقد تطورت إدارة الموراد البشرية تاريخيًا حتى أصبحت في الوقت الحالي جزء أساسي في المؤسسات، لقد توسعت وتطورت حتى أصبحت إدارة كاملة، كما أصبحت تساهم بقوة في المكانة التنافسية للمؤسسة أو المنظمة وكذلك في ربحيتها.
ما هي إدارة الموراد البشرية؟
لقد تعددت التعريفات الخاصة بالموارد البشرية، ومن بين هذه التعريفات أنها: (النشاط الذي يتم بموجبه الحصول على الأفراد للمنظمة بالكم والنوع المناسبين، وبما يخدم أغراض المنظمة ويرغبهم في البقاء بخدمتها، ويجعلهم يبذلون أكبر قدر ممكن من الجهد لإنجاحها وتحقيق أهدافها، وعرفت أيضًا بأنها مجموعة من الأنشطة المتمثلة في تحليل العمل، والاختيار والتعيين، وتقييم أداء العاملين، وترقيتهم، ونقلهم، وتصميم هيكل أجورهم، وتدريبهم، وتوفير سبل الأمن والسلامة لهم).
أهداف إدارة الموارد البشرية:
تتمثل أهداف إدارة الموارد البشرية في جذب المرشحين والاحتفاظ بالجيدين منهم ودفعهم للعمل وهناك أهداف أشمل وأعم وتتمثل في الإنتاجية ونوعية حياة العمل والإذعان القانوني وتحقيق الميزة التنافسية، وتكييف قوة العمل للمتغيرات البيئية، وهذه الأهداف تتفاعل فيما بينها لتحقيق غايات البقاء والنمو والتنافسية والربحية، والمرونة، ويمكن تفصيل ذلك في النقاط التالية:
نشاطات إدارة الموارد البشرية:
الأهداف الخاصة:
الجذب.
الاحتافظ.
الدافعية.
التدريب.
الأهداف المنظمية:
الإنتاجية.
تحسين العمل.
الإذعان القانوني.
الميزة التنافسية.
تكييف قوة العمل.
الأهداف العامة:
البقاء.
التنافسية.
النمو.
الربحية.
المرونة.
أهمية الموارد البشرية:
والمتتبع لعلم الإدارة الحديث يصل بسهولة إلى أهمية إدارة الموارد البشرية داخل المؤسسات، وحجم النقلة التي تمت داخل المؤسسات والمنظمات المختلفة التي باتت تطبق معايير الجودة فيما يتعلق بأنظمة الموارد البشرية.
وعلى وجه التحديد فإن أهمية إدارة الموارد البشرية تنبع من تعاملها المباشر مع أهم موارد المؤسسة وهو المورد البشري الذي يعتبر المورد الأول والأهم في التنمية الاقتصادية، إن إدارة الموارد البشرية تستثمر في أهم الموارد وأكرمها، ولذلك تعتبر من العلوم المهمة في الإدارة وهي المحرك الأساسي لنجاح المنظمات فمتى ما توفر العنصر البشري المميز فبذلك نكون قد حققنا أهم أدوات النجاح، كما يجب الإشارة إلى أن الإدارة بجميع مستوياتها لها علاقة مباشرة مع إدارة الموارد البشرية لذلك متى ما توفرت إدارة موارد بشرية تتميز وتدعم الصفات القيادية وتوفر البيئة المناسبة للعمل من نظم وقوانين وإجراءات وعناصر، تفاعل العنصر البشري مع تلك البيئة فبذلك نكون توجهنا نحو الهدف الأساسي لوجود إدارة الموارد البشرية.
كما تنبع أهمية الموارد البشرية في المؤسسة من كونها أهم عناصر العملية الإنتاجية فيه ولابد من توفر الكفاءات التي تستيطع أن تعطي أفضل عطاء وتنتج أفضل إنتاج.
وظائف إدارة الموارد البشرية:
إن الوظائف الرئيسية التي تقوم بها إدارة الموارد البشرية، هي:
ـ فهم البيئة والإيفاء بمتطلباتها وهذا يتطلب إنجاز مجموعة من الوظائف: التنبؤ وتخطيط الموارد البشرية على المدى القصير والطويل، استحداث برامج إدارة المسار الوظيفي وتحليل وتصميم الوظائف في المنظمة.
ـ التوظيف: وتتضمن هذه الوظيفة استقطاب المرشحين لشغل الوظائف، واختيار الأفضل في ضوء خصائص الوظائف الشاغرة.
تقييم أداء العاملين بالمؤسسة وسلوكهم: وتتضمن هذه الوظيفة القيام بجميع المعلومات الخاصة بالسلوك والأداء، وتحديد مستويات الأداء الفعلية، وتقويم الأداء من خلال التركيز على نقاط القوة والضعف فيه.
المكافآت: وتتضمن المكافأة المباشرة، وغير المباشرة، والمكافأة المعتمدة على الأداء.
التدريب والتطوير: وتتضمن هذه الوظيفة، تحديد وتصميم وتنفيذ البرامج التدريبية والتطويرية لزيادة وتحسين قدرات وأداء العاملين، وتطوير وتنفيذ الإجراءات الإدارية ونشاطات الموارد البشرية لتحسين جهود إدارة الجودة الشاملة داخل المنظمة.
إدارة الموارد البشرية والهيكل التنظيمي:
إن إدارة الموارد البشرية أصبحت في العصر الحديث تلعب دورًا ومكانًا استراتيجيًا داخل الهياكل التنظيمية، ولاشك أن هذا المكان داخل الهيكل التنظيمي يختلف تحديده من منظمة لأخرى لعدة عوامل من أهمها:
ـ نمط إدارة المنظمة ومدى فهم الدور الحيوي الذي تلعبه إدارة الموارد البشرية.
ـ عدد العاملين في المنظمة.
ـ الهيكل التنظيمي العام للمنظمة الذي تعمل فيه إدارة الموارد البشرية.
تخطيط الموارد البشرية:
يعتبر تخطيط الموارد البشرية من أكثر النشاطات أهمية في المنظمات الحديثة، وذلك لدورة الرئيس في الارتقاء بالمنظمة وتحسين فعاليتها.
وبالنسبة لتعريف (تخطيط الموارد البشرية)، فقد تعددت التعاريف، ولكن من بينها أن تخطيط الموارد البشرية (استراتيجية الحصول على الموارد البشرية للمنظمة واستخدامها وعرضها وتطويرها)[heneman,HG,D.P,Human Resource Management]، وهناك من يعرف تخطيط الموارد البشرية على أنه (التنبؤ باحتياجات المنظمة من الأفراد وتحديد الخطوات الضرورية لمقابلة هذه الاحتياجات من الخطط والبرامج التي تؤمن الحصول على الأفراد في الوقت والمكان المناسبين للإيفاء بهذه الاحتياجات) [إدارة الموارد البشرية، خالد عبد الرحيم، ص 35].
أما أهداف تخطيط الموارد البشرية، فيمكن إجمالها في التالي:
يساعد تخطيط الموارد البشرية على تحديد وتخطيط احتياجات المنظمة المستقبلية من حيث الكم والنوع.
يساهم في زيادة العائد على استثمارات المنظمة ويخفض التكلفة عن طريق الاستفادة المثلى من الموارد البشرية.
يساعد على تهيئة المنظمة لمواجهة التغيرات في البيئة الداخلية والخارجية.
يظهر نقاط القوة والضعف في نوعية وأداء العاملين مما يؤثر في النشاطات المتعلقة بالموارد البشرية كالتدريب والتطوير.
إشباع وتحقيق رغبات وأهداف كل من المنظمة والفرد.
وهناك العديد من العوامل المؤثرة في تخطيط الموارد البشرية:
فهناك مجموعة من العوامل التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار في تخطيط الموارد البشرية وهي التغيرات الداخلية والتغيرات الخارجية والتغيرات في قوة العمل.
التغيرات الداخلية:
وهي عبارة عن مجموعة من العوامل المؤسسية المتصلة بالبيئة الداخلية للمنظمة والمؤثرة في تحديد حجم الموارد البشرية المطلوبة مستقبلًا ومن أهم تلك العوامل هي التغيرات التنظيمية: (إن التغيرات التنظيمية الداخلية المتعلقة باستراتيجيات المنظمة ذات تأثير كبير على الطلب للموارد البشرية.. هذه التغيرات تتمثل بالخطط طويلة الأمد المتعلقة بالإنتاج ومدى توسع الأسواق أو الخدمات المقدمة مما يؤثر ليس فقط على عدد الأفراد المطلوبين وإنما على نوعية هؤلاء الأفراد) [Stainer,J,Manpower Planning,William Helene].
التغيرات الخارجية:
أما المتغيرات الخارجة، فإن حجم الموارد البشرية المطلوبة لأي منظمة يتأثر بمجموعة من المتغيرات الخارجية، أو التي تحدث في بيئة المنظمة الخارجية، ومن أهم تلك المتغيرات:
المتغيرات الاقتصادية: عمليات التطوير الاقتصادي في بعض أو كل القطاعات، وكذلك التغيرات في الأسعار، فلاشك أن هذا يؤثر سلبًا أو إيجابًا على طلب الموارد البشرية.
المتغيرات الاجتماعية والسياسية والتشريعية: ويكون من خلال تأثير الدولة على المنظمات الاقتصادية من خلال القوانين والتشريعات التي تلزم المنظمات بالنمو باتجاه معين في مجال التطوير واستثمار الموارد البشرية، بالإضافة إلى التأثير في المنظمات من حيث الأرباح والضرائب المفروضة عليها والتهيلات المقدمة إليها.
عوامل تقنية: وهنا نشير إلى حجم التكنولوجيا المستخدمة والتي تؤثر على حجم الموارد البشرية المطلوبة.
التغيرات في قوة العمل: وهذه يقصد بها الأعراض الداخلية التي تعترض العمل مما يؤثر على الموارد البشرية، سواء كانت استقالات أو إجازات طويلة أو إنهاء خدمة ... إلخ.
ولاشك أن هذه المتغيرات الداخلية والخارجية ينبغي على إدارة الموارد البشرية أن تأخذها في عين الاعتبار، وكلما كان التخطيط مراعيًا لها كلما كان أنجح وأفيد للمؤسسة في حاضرها ومستقبلها.
إن الحديث عن إدارة الموارد البشرية يطول، ولذلك فإن هناك مقالات قادمة نستكمل فيها الحديث عن الموارد البشرية وإثرها في تنمية المؤسسات والمنظمات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق